BBCArabic.com | الأخبار الرئيسية‎

الأحد، 21 أبريل 2013



بجاية وجهة سياحية ذات طبيعة خلابة و الاستثمار معدوم
سهيلة.ع

بجاية مدينة عريقة تاريخية جزائرية أسسها الناصر بن علناس ابن حماد بن زيري أحد ملوك بني حماد وبالأخص آل زيري في الشمال الإفريقي في النصف الثاني من القرن الخامس الهجري، لذا تسمى أيضًا الناصرية نسبة إليه،وتعتبر بجاية من أهم المناطق السياحية في الجزائر نظرا للأماكن الخلابة المتوفرة فيها كقمة قوراية، رأس كربون، قمة القرود، قصبة مدينة بجاية وهي أيضا مدينة تجارية وصناعية تزدهر فيها الحرف التقليدية. بالرغم من مكانتها تبقى المرافق السياحية و قضية الأمن والاستقرار تشغل بال الزائرين لها، إلى ما يرجع هذا ؟

بجاية المدينة الساحرة

تحاول مدينة بجاية استغلال سواحلها المتوسطية الجميلة والتراث التاريخي لها لتنمية السياحة، ولكن معظم السياح هم الجزائريين المهاجرين أو السياح القادمين من مناطق أخرى من الجزائر، و رغم المناظر الخلابة إلا أنها تعرف تراجعا نضرا لغياب المشاريع التنموية بالمنطقة.

تستقطب الشواطئ المتلألئة لساحل بجاية  آلاف الزوار كل سنة خصوصا في فصل الصيف، وتُعتبر قرى تيشي وأوكاس وسوق الاثنين مناطق أسطورية خلابة يرتادها زوار من مختلف ولايات الوطن،  فسوق الاثنين مثلا الشهير بشواطئه الجميلة وسوقه الأسطوري. كان في القرن السادس عشر الوجهة الأولى للتجار المسافرين في المنطقة للترويج لبضائعهم.

يأتي الناس من كل مكان حتى إن لم يكن لديهم أي شيء يبيعونه لأن السوق كان مكانا لتبادل المعلومات بفضل البراحين، وفي هذا المكان أيضا كان يتم الاتفاق على العديد من الزيجات وتقدم الدعوات وكان أيضا يتم حل المشاكل بين القبائل المتحاربة.

 مريم و عبد القادر أتيا من العاصمة و اختارو قضاء عطلة الأسبوع في بجاية ,  قال عبد القادر "معظم عطلنا السنوية نقضيها هنا، ففي كل مرة نختار وجهة جديدة لنتمتع بجمال هذه المنطقة الساحرة" و أضاف أيضا " لكن ما يزعجني هو حال الطرقات ، لتزال على حالها و هذا مؤسف جدا".

صباح قدمت من تلمسان تقول "كم كنت أريد المجيء إلى بجاية، و ها أنا اليوم هنا ،ما أروع هذه الطبيعة و كم أنا مسرورة لاكتشافي لهذه المنطقة الفاتنة ".

و ما يشغل بال سكان المنطقة و الزائرين لها هو قضية اللا امن و انتشار الإرهاب لاسيما في القرى المعزولة، رغم التهديد الإرهابي و حتى لو كانت هناك  جماعات إرهابية نشطة في المنطقة، يواصل الناس العيش والاستمتاع بوقتهم" تقول فروجة القاطنة بمنطقة بني كسيلة.

بجاية هي واحدة من أكثر المدن حيوية في الجزائر


 مدينة بجاية تفتخر بنشاط ميناء الصيد أما اليوم فإن نشاط ميناء بجاية هو تصدير البترول والغاز ،و المدينة  تخدم السوق المحلية بما فيها من المنتجات المحلية والحرف اليدوية، والمنتجات الزراعية التي يتم تصديرها في بعض الأحيان.

 وهكذا يصبح ميناء بجاية من بين أكبر الموانئ  من حيث حجم النشاط وراء الجزائر العاصمة، و تجدر الإشارة أن المنطقة كذلك هي مقر لبعض شركات الأغذية مثل إيفري و سيفيتال.

المؤسسات البنكية ترفض تمويل المشاريع السياحية و الولي يعترف بتأخر عجلة التنمية
 صرح كاتب الدولة المكلف بقطاع السياحة، السيد "سعيد محمد أمين" مؤخرا بأن الدولة قامت بتوقيع 6 إتفاقيات مع المؤسسات البنكية الكبرى في الجزائر منها "بنك التنمية المحلية"، "كناب بنك"، "بدر بنك"، وغيرها لتمويل المشاريع السياحية للخواص و بنسب فوائد مدروسة و معقولة للنهوض بذات القطاع في الجزائر.

عبر الكثير من المستثمرين عن استيائهم الكبير من الطريقة التي قوبلوا بها، حيث أن "كناب بنك" و بعد سنة من الانتظار رفضوا تمويل تلك المشاريع، و صرح بعض المستثمرين لـ "المحور اليومي" عن تذمرهم من المعاملة التي تلقوها خاصة و أن الأسباب التي قدمها البنك واهية و لا أساس لها من الصحة، حيث أن الأخير إكتفى بأن يجيب عليهم بأن الدراسة التي قامت بها المديرية العامة سلبية، و هو ما يتناقض مع الإتفاقيات التي وقعت بين الدولة و تلك البنوك.

و أضاف أحد المستثمرين أنه رهن أكثر من هكتارين من أراضيه لتسديد ديونه و رصد 34 مليون سنتيم لملفه و لبناء 11 "بانغالو" على أراضي خاصة بشاطئ "تيغرمت" و بعد إنتظار أكثر من سنة قوبل بالرفض و هو ما جعله في حالة لا يحسد عليها، و بعد أكثر من سنة جاءه الجواب من مديرية العاصمة بالسلب، و دون تقديم للأسباب.

و تبقى ولاية بجاية تتخبط في مشاكلها خاصة و أن المشاريع التي ستنهض بالولاية لم ترى النور لحد الآن بسبب المواقف السلبية للبنوك خاصة فيما يخص التمويل.

 

و في هذا الصدد اعترف والي ولاية بجاية السيد "حمو أحمد توهامي" خلال تصريحه "للمحور اليومي" بعد المؤتمر الصحفي الأخير بمقر الولاية، بالتأخر الفادح في انجاز المشاريع التنموية التي تحصلت عليها الولاية في شتى البرامج و المجالات منذ بداية الخماسي 2010-2014، حيث بعد مرور نصف المدة لم تشهد الولاية أية ديناميكية.

 

و بدأت الولاية تدق ناقوس الخطر خاصة و أن نسبة استغلال الأموال المخصصة للولاية ضئيلة جدا، و في الأخير وعد ذات الوالي سكان ولاية بجاية أن ولاية بجاية في هذا العام ستتحول إلى ورشة كبيرة و هذا لإعادة هيبتها و لدفع العجلة التنموية في المنطقة.