BBCArabic.com | الأخبار الرئيسية‎

الأربعاء، 1 مايو 2013











استمرار مسلسل ارتفاع أسعار الخضر و الفواكه



غلاء الخضارالجنوني يهدد القدرة الشرائية للمواطن الجزائري
 

 سهيلة.ع
سجلت أسعار الخضر والفواكه ارتفاعا قياسيا  خرجت عن السيطرة خلال الفترة الأخيرة في أسواق العاصمة، جعلت المواطن البسيط يقف عاجزا في الوقت الذي يدفع الكثير لسد متطلبات وحاجيات أفراد عائلته، تواصل الارتفاع الفاحش في أسعار الخضر التي بلغت أعلى مستوياتها،و دام هذا السيناريو شهورا عديدة بالرغم من تعهد وزير التجارة بعدم تكراره ، فإلى ما ترجع الأسباب ؟





دخل المستهلك الجزائري لا يكفي

تعد الخضر الضرورية من أهم المنتجات التي ارتفعت أسعارها، و محاولة منا لرصد بعض الأسعار، قمنا بجولة في أسواق العاصمة قادتنا الى كل من سوق الدويرة و سوق بئرخادم.

 

 عرفت أسعار الخضر والفواكه بمختلف الأسواق ارتفاعا جنونيا زاد من معاناة المواطنين  خاصة العائلات المعوزة ذات الدخل المحدود، من أهم المنتجات التي ارتفعت أسعارها على غرار البطاطا التي وصل سعرها60 دينار  والطماطم التي قفزت إلى 120 دينار للكلغ الواحد، والجزر الذي كان يتراوح سعره ما بين 40 و 50 دينار ارتفع ل 80 دج، في حين ما يزال سعر السلطة و القرعة في حدود 100 او 120 دينار.

 

والبصل الذي يعتبر عنصرا ضروريا لأغلب الأطباق فقد بلغ سعره  100 دينار، اما البازلاء فيتراوح سعرها ما بين 120 و 140 دج ،نفس الشيء بالنسبة للقرنون الذي وصل 160 دينار و الفلفل الأخضر فيتراوح سعره ما بين 160 و 180 دينار. 

 

 وبتجولنا في هذه ألأسواق العاصمية،وجدنا المتسوقين في حالة من الاستياء و الغضب نتيجة هذا الارتفاع الجنوني، حاورنا بعض المواطنين، تقول ربة بيت: "الأسعار ملتهبة هنا في السوق، فزوجي متقاعد ومرتبه أصبح لا يكفينا، وأنا أحوم في السوق من الصباح علني أجد ثمنا منخفضا للخضر، ولكن كل الأسعار متشابهة، فاشتريت رطلا من كل نوع من الخضر التي اقتنيتها لأدبر بها نفسي في الطبخ".


و تضيف أخرى "تعتبر البطاطا من المواد الأساسية التي تعتمد عليها الكثير من العائلات المحدودة الدخل بشكل كبير لسد حاجيات أفرادها من الغذاء، ولكن مع ارتفاع أسعارها  أصبحت هذه المادة من نصيب العائلات الميسورة فقط"مشهد شد انتباهنا لربة بيت تشتري من الخصر ما يلزمها لإعداد طبق واحد فقط، و عند محاورتنا لها صرحت " مدخولي لا يكفيني و قدرتي الشرائية لم تعد تسمح لي الاشتراء بالكيلوغرامات".





بائعو الخضر يحددون الأسعار
 
أن الارتفاع الذي تعرفه أسعار الخضر والفواكه يرجع بالدرجة الأولى إلى قانون السوق الذي يتحكم فيه عاملا العرض والطلب،و ندرة المحاصيل مبرر بعض تجار التجزئة حول ارتفاع ألاسعار، لكن بعض التجار يستغلون غياب الرقابة ويقومون بالمضاربة في الأسعار و استغلال الموقف واحتكار سلع.

و في سؤال طرحناه على احد الباعة بخصوص ارتفاع الأسعار فقد ارجع هذا الأخير إلى إزالة السوق الفوضوية، كما أن سعر السلع بالجملة غال جدا نظرا لنقصها الغير المفهوم و أيضا الاحتكار.

 وفي ذات السياق اقر صاحب محل لبيع الخضروات  ''نحن تجار التجزئة لا نتحكم بالأسعار وهامش ربحنا لا يتعدى الـ 10 دنانير في كل كلغ من مختلف السلع،  تجار الجملة الذين يتحملون المسؤولية كاملة فيما هو حاصل من ارتفاع أو انخفاض في الأسعار'' يبقى المواطن إذا الضحية الوحيدة لمضاربة التجار بالأسعار.





التهاب الأسعار سببه ضعف الإنتاج    
  

كشف الناطق الرسمي لاتحاد التجار والحرفيين الجزائريين، الحاج الطاهر بولنوار لصحافة مؤخرا، أن الارتفاع المسجل في أسعار الخضر والفواكه بالسوق الجزائرية اليوم يرجع إلى ضعف الإنتاج، والعجز المسجل في سوق الخضر والفواكه والمقدر بـ30 بالمائة، ما تسبب في التهاب الأسعار، مؤكدا عودة استقرار الأسعار قبل حلول شهر رمضان.

و في ذات السياق أرجع الطاهر بولنوار أسباب ارتفاع أسعار الخضر والفواكه إلى ”غياب إن لم نقل انعدام المشاريع الزراعية، ونقص إنتاج الخضر والفواكه نتيجة غياب الدعم للمزارعين، وهو ما أدى إلى قلة المنتوج والتهاب الأسعار بالسوق الجزائرية اليوم، هذا دون الحديث عن الدور الذي لعبته البنوك في رفع الأسعار بسبب عدم  دعمها للمزارعين، ناهيك عن فوضى التوزيع التي تعد من أهم الأسباب لاسيما في ظل غياب أسواق جوارية ونقص أسواق التجزئة، ما أدى إلى تضخم الفارق بين سعر الجملة والتجزئة بنسبة 100 بالمائة”.


بين هذا وذاك تبقى  الرقابة غائبة لضبط الإرتفاع الجنوني للأسعار، و تبقى القدرة الشرائية للمواطن البسيط في تراجع مستمر.